مركز الأخبار «شبكة دار نيوز الإعلامية» في وقتٍ تعاني منها مناطق النظام السوري من وضعٍ اقتصاديٍ مزري وصعوبة تأمين المواطن لقمة العيش، وذلك إثر سيطرة حيتان المال التابعين للنظام السوري على جميع مفاصل الاقتصاد وتكديسهم ثروات هائلة عبر شراء العقارات والمطاعم أو تحويلها لبنوك الخارج، لم تسلم المساعدات الإنسانية المخصصة للمحتاجين والفقراء من سطو هؤلاء المسؤولين.
وفي هذا السياق قالت مصادر خاصة أن «غسان حليم خليل»، محافظ الحسكة التابع للنظام السوري افتتح سوقًا شعبيًا خاصًا له في مدينة الحسكة عبر سرقة المساعدات الإنسانية المقدمة عن طريق المنظمات والجمعيات الخيرية ليتم بيعها في السوق.
وأشارت المصادر أنّ محافظ الحسكة يمتلك مجموعة مقربة منه وبعض من قيادات حزب البعث في محافظة الحسكة يقومون باختلاس المال العام وسرقة المساعدات الإنسانية.
وتابعت المصادر قولها؛ أن المحافظ أصدر أوامره لهذه المجموعة بالاستيلاء على المساعدات الإغاثية العائدة لـ «جمعية مار منصور» في مدينة الحسكة، ليتم بيع هذه المواد في السوق الشعبية التي تم افتتاحها مؤخرًا.
من جانبها توجّه وفدٌ من جمعية «مار منصور» إلى دمشق للوقوف على تجاوزات محافظ الحكسة وسرقته المساعدات الإنسانية، حيث رفعت الجمعية شكوى على المحافظ في حين يتبين بعد ما إن كانت الشكوى قد لقيت آذانً صاغية، خاصةً وأن المحافظ لديه حصانة كبيرة.
متورط بسرقات أخرى
في الـ6 من حزيران الفائت قالت مصادر خاصة لـ «دار نيوز» أن محافظ الحسكة يقوم بعمليات سرقة كبيرة من المخصصات الحكومية للمؤسسات عبر تهريب القمح والعلف والوقود والطحين وببيعها إلى تنظيـم داعـ.ـش ومرتزقة الاحتلال التركي لصالح جيبه الخاص.
والمحافظ لديه شبكة كبيرة وواسعة من الأشخاص يديرون عمليات التهريب ويقومون بالتنسيق مع التجار لبيع هذه المواد، ومن إحدى عمليات التهريب المنظمة التي تقوم بها هذه الشبكة هي مركز جرمز بمدينة قامشلو عبر تهريب القمح من المركز إلى مستودعات خاصة، بعد الادعاء أن القمح تالف ومتعفن وذلك بهدف بيعها.
اغتالوه بعد كشفه الفساد
اكتشف رئيس فرع الأمن السياسي في الحسكة العميد أمجد نظامي عمليات الفساد الكبرى التي يقوم بها محافظ الحسكة والتي تمتد إلى سنوات وحاول التواصل مع الجهات المعنية الأخرى داخل النظام السوري للوقوف على عمليات التهريب هذه، إلا أن محافظ الحسكة كان أسرع منه واكتشف أن أمجد سيكشف المستور، حيث قام باغتيال العميد أمجد نظامي، ومدير مكتبه بعد زرع عبوة ناسفة بسيارته التي انفجرت في منطقة حسياء الواقعة على طريق حمص حماة، إلا أن مصادر موالية للنظام تكتموا على الأمر وادعوا أن العميد توفي نتيجة حادث سير.
المحافظ يخطف جنديًا ويطالب بفدية
فضح الصحافي السوري الموالي للنظام السوري كنان وقاف العامل في واحدة من المؤسسات الإعلامية السورية بالوثائق فساد محافظ الحسكة والذي كان حارساً لرئيس النظام بشار الأسد ووالده ليتم اعتقاله على الفور علمًا أن الصحافي لم يسمي المحافظ بالاسم لكنه أشار إلى المنطقة الشرقية لكن الجميع علم من هو المقصود.
وغسان خليل المذكور، هو من الشخصيات الأكثر قربًا، من رئيس النظام بشار الأسد، وعمل سابقاً رئيسًا لسرية حمايته، كما عمل سابقًا، مرافقًا أمنيًا أول للرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، وسبق وتقلّد وتبوأ مناصب أمنية عليا في سوريا.
وبحسب منشورات الصحافي، فإنه استدعي إلى سلطات الأمن الجنائي في العاصمة السورية دمشق، بتاريخ الرابع من شهر آذار عام 2021 .
وجاء في الوثائق التي نشرها، وهي عبارة عن صور من محاضر تحقيق، إثر قيام والد عسكري في الجيش، بتقديم شكوى بحق المحافظ ونجله المذكور، يتّهمه فيها باختطاف ابنه، ويدعى جعفر، بعد خلاف واتهام العسكري المخطوف، بالسرقة.
ويعود تاريخ الشكوى، إلى العاشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2020، ويظهر فيها، أن الجندي قد تعرض للخطف، على يد نجل محافظ الحسكة، منذ نحو شهر من تاريخ تقديم الشكوى التي قدمت بحق المحافظ، أيضا، رغم التهديدات التي أطلقها بحقهم، بأنه سيوقع الأذى بجميع أفراد العائلة، إن تم إبلاغ أي جهة قضائية بالموضوع، بحسب الصحافي كنان وقاف .
وأكد الصحافي وقاف، والذي اعتقل على خلفية نشره وثائق خطف الجندي، بأن من قام بالخطف، هو المحافظ، وجعل ذلك عنواناً لمنشوره بتاريخ 24/3/2021 ، ليعتقل بعدها، بعشرة أيام بعد أن إنتشرت الفضيحة.
وقد كان عنوان المنشور هو : “محافظ يخطف جندياً ويطالب بفدية!” .
ثم سرد وقائع عملية الخطف، ووقائع التحقيق في الشكوى التي كان قد تقدم بها، والد الجندي المخطوف، بحق المحافظ وابنه.
ويظهر من خلال قصة وقاف، بأن الجندي المخطوف يعمل في أحد قصور المحافظ، في مسقط رأسه، صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس، قام محافظ الحسكة في وقت لاحق، باختطافه، بحسب الصحافي، بتهمة سرقة أموال بمئات الملايين، أكد الصحافي أنها، مفبركة، وأن السبب الحقيقي لاختطاف الجندي، قصة فساد أخرى تتعلق بالتنقيب عن الآثار أو التنقيب عن شيء لم يتم ذكره، بحسب الشكوى التي تقدم بها، ابن الجندي المخطوف، أثبت فيها، أن نجل المحافظ كان يقوم بإجراء عمليات حفر، في أرضه، وبعدة نقاط، فقام بمنعه، وهناك بدأت قصة الانتقام، بعدما قام الأب بمنعه من إكمال عملية الحفر.
وسخر وقاف من قصة أهداف عملية الحفر، ملمحًا إلى أسباب ذلك التنقيب الذي قام به نجل المحافظ في الأرض: “عن ماذا كان يبحث يا ترى؟ عرفتم الآن، السبب؟ وما الذي كان موجودًا في الأرض؟ أنا أقول : فيها بطاطا !!”.
وأكد وقاف ، بأن محافظ الحسكة، قد قام باعتقال أفراد عائلة الجندي المخطوف أيضًا ، ما عدا الأب الذي أسعفته المصادفة، ولم يكن حاضرًا في منزله، في طرطوس، عندما جاءت دوريات الأمن واعتقلتهم، ثم ساقتهم إلى محافظة الحسكة نفسها، والتي يكون اللواء غسان خليل محافظًا لها.
ويكذّب وقاف، في منشوره ذاته ، سبب اعتقال عائلة الجندي المخطوف، من طرطوس إلى الحسكة، وقال إن ما روّج عن السبب هو “قصة مفبركة” فقد روّجت مصادر محافظ الحسكة، بأن سبب سوق عائلة الجندي المخطوف، إلى المحافظة، هو أن الجندي المخطوف “كان فارًا من الخدمة!” ثم قام بتسليم نفسه هناك، وأقر بعمليات السرقة “بمئات الملايين” من قصر المحافظ، بحسب الاتهام .
و قد كذّب وقاف السبب المروّج، وقال ببساطة، كيف استطاع “جعفر” الوصول إلى الحسكة؟ في إشارة منه إلى أن غالبيتها خارج سلطة الدولة السورية، إذ لا يسيطر النظام إلا على مناطق ضيقة للغاية فيها، كالمربع الأمني، والمطار، وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، على كامل المساحة المتبقية، فيها.
وانتهى وقاف إلى أن السبب الحقيقي، لخطف الجندي، ثم اعتقال عائلته، وهو قيام والد الجندي بمنع نجل المحافظ والمسلحين الذي كانوا برفقته، من إتمام عملية الحفر والتي يبدو أنها لم تكن المرة الأولى، فقد سبق لنجل المحافظ القيام بالحفر في أرض تملكها عائلة الجندي المخطوف، بحسب شكوى الأب نفسه والمثبتة بالصور.
ليست المرة الأولى الذي يُعتقل فيها
الجدير ذكره فقد تم اعتقال الصحفي كنان سابقًا في شهر آب/ أغسطس 2021 ، بعد نشره وقائع فساد أخرى، في إحدى مؤسسات الدولة ، في طرطوس التي هي مسقط رأسه أيضًا.
كما تعرّض لوزارة الداخلية سابقًا ، إثر تهديدها الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، مطلع العام الماضي ، واعتقلت بموجبه ناشطين كثر فضحوا قضايا فساد في مؤسسات الدولة.
وقال وقاف تعليقًا على تهديد وزارة الداخلية :
“جوعوا، موتوا بصمت. فهمت أيها الشعب؟!”.
وإثر نشر وزارة الداخلية تهديدا باعتقال كل من يفضح قضية فساد، بتهمة “تسريب معلومات ملفقة لمواقع مشبوهة” قامت باعتقال عدد من الناشطين، كان منهم المذيعة في الفضائية السورية ، هالة الجرف ، فعلّق وقاف وقتها على التهمة التي اعتقلوا بسببها وهي “وهن نفسية الأمة”:
“وهن نفسية الأمة؟ أي أمة تقصدون؟ أمة الفساد. نعم!”.
وفي الرابع من فبراير/شباط؛ كتب منشورًا آخر انتقد فيه استقبال رئيس النظام السوري بشار الأسد للممثلة سلاف فواخرجي وزوجها المخرج السينمائي وائل رمضان، في الوقت الذي يعاني فيه السوريون أزمة اقتصادية خانقة، وأوضاعًا معيشية صعبة، و بسبب هذا المنشور أعلن الصحفي السوري كنان وقاف، أن قوات كبيرة من الأمن اقتحمت منزله في محاولة لاعتقاله، مما أرعب زوجته وأطفاله.
وقال في مقطع فيديو نشره عبر صفحته في موقع “فيسبوك”: “أصوّر هذا الفيديو على عجل وأنا موجود خارج البيت، إذ اتصلت بي زوجتي وأبلغتني بقدوم قوة ضخمة بسلاح ميداني كامل لاعتقالي من المنزل، كأنهم أتوا لاعتقال أحد أفراد تنظيم (داعـ.ـش)، وليس اعتقال صحافي أو مواطن”.
وأضاف الصحفي وقاف: “أرعبوا زوجتي، وأرعبوا الأطفال”.
وتابع: “هذا الفيديو صوّرته بعد التهديدات الكثيرة التي وردتني، وأتمنى فقط أن يحصل أطفالي على العناية فقط، وهذا الفيديو بمثابة وصية”.
#Dar_News
3/7/2022