«شبكة دار نيوز الإعلامية» _ تالا مادويان
احتجزت السلطات التركيّة نحو ثلاثة آلاف لاجىء سوري على أراضيها بذريعة تجديد الإقامات وشكاوي الأتراك منهم، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، حيث تسعى حكومة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم التخلص من ملف اللاجئين السوريين التي لطالما كانت «ورقةً» بيدها تساوم عليها الدول الأوربية تارةً والنظام السوري تارةً أخرى في سبيل تحقيق مصالحها.
احتجاز السلطات التركيّة آلاف اللاجئين يأتي في سياق الاجتماعات الرباعية بين مسؤولي دول «روسيا وإيران وتركيا وسوريا» في العاصمة الروسية موسكو، حيث يسعى أردوغان للتخلص من ملف اللاجئين السوريين وترحيلهم بشكل قسري إلى المناطق التي يحتلها في سوريا وتوطينهم في مستوطنات بهدف الاستمرار في سياسة التغيير الديمغرافي.
وفي هذا السياق أكدت مصادر خاصة أن السلطات التركية احتجزت نحو ثلاثة آلاف لاجىء سوري حيث تم اقتيادهم إلى مراكز الترحيل القسرية في مدن «أورفا، غازي عنتاب، واسطنبول» بذريعة تجديد الإقامات وشكاوي الأتراك منهم.
وأضافت المصادر أنه من المقرر أن يتم ترحيلهم يوم غد الخميس إلى الأراضي السورية وذلك من معابر «باب الهوى في ادلب، ومعبر جرابلس، ومعبر تل أبيض» وتوطينهم في مستوطنات بالمناطق المحتلة في سياق استمرار سياسة التغيير الديمغرافي.
وحسب المصادر أنه بلغ عدد السوريين المحتجزين في مركز الترحيل بمدينة أورفا نحو 419 شخصًا بينهم أطفال ونساء، فيما بلغ عدد المحتجزين في غازي عنتاب 986 شخصًا، وأما مركز الترحيل في اسطنبول فبلغ أعداد المحتجزين نحو 1347 شخص.
والمفارقة أن رغم قيام سلطات حزب العدالة والتنمية بترحيل اللاجئين السوريين قسرًا والاعتداء عليهم بالضرب واحتجازهم بشكل تعسفي وتكبيل أيديهم وإغلاق أعينهم وتهديدهم بالقتل في حال لو فكروا بالعودة لتركيا، إلا أن ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض الذي يتخذ من تركيا مقرًا لهم يغمضون أعينهم ويسدون آذانهم ويغلقون أفواههم عما يجري من انتهاكات جسيمة بحق اللاجئين السوريين، في حين أنهم ينددون بقيام السلطات اللبنانية بترحيل السوريين قسرًا ويبدؤون بتوجيه سيل من الهجمات على تصرفاتهم.