ادلباعزازشمال وشرق سورياعفرين

اتفاقيّات سريّة بين “النـ*ـظام السوري وتركيا” ضدَّ الإدارة الذاتية والمعارضة السوريّة

مركز الأخبار «شبكة دار نيوز الإعلامية» _ تالا مادويان

في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، بدأت اشتباكات بين فصيل مرتزقة الجبهة الشامية ومرتزقة الحمزة المواليين لأنقرة في مدينة الباب، بعد اتهام الجبهة الشامية فصيل الحمزة بقتل ناشط إعلامي. ثم توسّعت الاشتباكات التي وصِفت بأنها “مسرحية” إلى مناطق أخرى مع انضمام فصائل أخرى إلى المعارك دعمًا للجانبين، من دون أن تتدخل قوات الاحتلال التركي لفضها.

ودخلت هيئة تحرير الشام الإرهابية على خط الاقتتال عبر دعم فصائل على حساب أخرى، إلى أن تمكنت من السيطرة على منطقة عفرين كاملة للمرة الأولى.

تنسيق تركي مع روسيا ونظام الأسد

دخول تحرير الشام، جاء بناءً على تنسيق تركي مع كل من روسيا والنظام السوري لتحقيق مصالح مشتركة، ليبدأ النهج التركي الجديد إزاء الأزمة السورية يتكشف للسوريين. وسبق ذلك اجتماع تركي مع تحرير الشام وفصائل أخرى جُلها تركمانية في مدينة ادلب تقرر بموجبها حل فصيل الجبهة الشامية وتحجيم الفصائل الإخوانية السنية الرافضة لعملية التطبيع مع النظام السوري والتي أعلنت عنها أنقرة في أيار الماضي.

أنقرة التي كانت تصف نظام الأسد طيلة أكثر من عقد بأنها مجرمة وقاتلة ويستحيل التعامل معها ولا بدَّ من إسقاطها، اكتشف المعارضون الذين شدوا ظهورهم بتركيا أنها كانت أوهامٌ أرادت تركيا من خلالها تحقيق مصالحها على حسابهم، لكنهم أيقنوا ذلك في وقت متأخر – كما يقول المثل الشعبي “يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب”.

اتفاقيات ومصالح مشتركة

الاتفاقيات التي جرت بين نظام الأسد ومن خلفهم روسيا مع تركيا تمحورت في اتخاذ العديد من الخطوات من الجانب التركي أولاً التي تعاني داخليًا من ازدياد الغضب الشعبي بخصوص اللاجئين السوريين، إلى جانب الضغط الذي يمارس على أردوغان من قبل المعارضة التركية بخصوص هذا الملف، وهو التخلص من اللاجئين وترحيلهم إلى سوريا خشية خسارته الانتخابات الرئاسية القادمة.

إلى جانب تأديب بعض الفصائل العسكرية وتحجيم دورها وخاصة المجموعات العربية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين كالجبهة الشامية الرافضة للتطبيع مع النظام السوري وذلك على يد الفصائل التركمانية (الحمزات – العمشات _ السلطان مراد) مع تحرير الشام المدعومة من الأحزاب الشوفينية التركية واستخـباراتها، فقد اتفقت هذه الأطراف على فتح المعابر الواصلة بين مناطق النظام السوري ومناطق سيطرة الاحتلال التركي وذلك لفك الحصار عن مناطق الأولى مع عقوبات قيصر.

الأمر الآخر فقد اجتمعت الاسـتخبارات التركيّة مع استخبارات النظام السوري، خلال الأسبوع الفائت في موسكو حيث اتّفق الطرفين على تأسيس ثلاث مراكز للتسوية في المناطق الحدودية ضمن الأراضي التركية بهدف إعادة الآلاف من اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة النظام في حلب وحماة كمرحلة أولى، وهنا من سيدفع ثمن المخططات التركية سيكون السوريون الذين رفضوا التسوية سابقًا، وسيكونون الآن مجبرين على التسوية. إضافة إلى تسليم بعض الأشخاص المطلوبين للنـظام من قيادات الائتلاف وفصائل ما تسمى الجيش الوطني السوري.

على الجانب الآخر، تضمنت الاتفاقيات بإخلاء بعض المناطق في إدلب وعلى رأسها جبل الزاوية كمرحلة أولى للسماح للنظام السوري وروسيا بالدخول إليها، ونقل عناصر تحرير الشام إلى عفرين التي تسيطر عسكرياً وأمنياً عليها وهذه هي المرحلة الأولى للتمدد، المرحلة الثانية للتمدد سيكون باتجاه إعزاز انطلاقاً من أرياف جرابلس والباب ومحيط منبج التي باتت بالفعل تحت سيطرة تحرير الشام، حيث تستكمل الآن مخطط تطويق إعزاز، ومحاولة استفزاز الجبهات في منبج وكوباني للهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا من أجل ضرب مشروع الإدارة الذاتية، خاصةً بعد الرفض الدولي لإجراء تركيا أي عملية عسكرية.

ووسط هذه التطورات والاتفاقيات ومصالح تركيا ومشروعها التطبيع مع النظام السوري وتلبية شروط روسيا والالتفاف لحشد تحرير الشام وبقية الفصائل لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية شريكة الولايات المتحدة التي حذرت من تمدد الهيئة ولمحت إلى إمكانية التدخل في مواجهتها والسماح لقسد بدخول عفرين، خاصة وأن أميركا أكدت مجددًا أن تحرير الشام منظمة إرهابية.

#DAR_NEWS

30/10/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى