مركز الأخبار «شبكة دار نيوز الإعلامية» _ شيرين حسن
بعد سنواتٍ على تأسيسها وسط تحدياتٍ كبيرة واجهتها من قبل أطراف إقليمية وفي مقدمتها رأس الحربة “تركيا” التي سعت وتسعى لهدم تجربة الإدارة الذاتية الفريدة من نوعها والتي استطاعت أن تكون نموذجًا ديمقراطيًا يحتذى بها من حيث الحريات القومية والدينية من جهة، والأمن والاستقرار الداخلي من جهةٍ أخرى.
اليوم وبعد أن وقفت الإدارة الذاتية بوجه هذه المخططات الخبيثة، تسعى الأطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في دعم الإدارة على المستوى الاقتصادي والسياسي، بعد أن كان الدعم مخصصًا في المجال العسكري لوحده.
توجه حكومات دول العالم إلى التأكيد على الدعم السياسي والاقتصادي للإدارة الذاتية يعني بأنها دخلت مرحلة جديدة ومهمة، وأثبتت بأنها قوة رئيسية وفعّالة على الساحة السوريّة، فالتأكيد من قبل المسؤولين الدوليين على تقديم الدعم لقطاعات الاقتصاد تعتبر في غاية الأهمية نظرًا لأنها إحدى الجوانب الرئيسية في استقرار المنطقة وتوفير فرص عمل أفضل للمواطنين، فضلاً على أنّ الدعم تعدى الجوانب الأمنية والعسكرية ليتحوّل إلى الدعم السياسي أيضًا.
على ضوء هذه التطورات أكد جوناثان هارغريفر، المبعوث البريطاني الخاص لسوريا، خلال زيارة له مع وفد بريطاني الثلاثاء الفائت، إلى شمال وشرق سوريا ولقائه مسؤولين في الإدارة الذاتية على رأسهم بدران جيا كرد، الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، وقال «أنَّ بلاده تشاطر الولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلدان الأخرى ضرورة زيادة الدعم المقدم للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا».
وأضاف “جوناثان” «يجب أن يتعدّى الدعم الجوانب الأمنية والعسكرية لتشمل القطاعات الاقتصادية والإنسانية بما يضمن إحداث تنمية حقيقية في المنطقة تساهم في دعم الاستقرار والقضاء النهائي على الإرهاب».
وناقش الطرفان مطولًا الملفين الاقتصادي والإنساني وآفاق الحل السياسي في سوريا، وكيفية تحويل شمال وشرق سوريا إلى مشروع حقيقي يحقّق آمال السوريين كافّة، وأكد الجانبان ضرورة تقديم الدعم اللازم لتطوير القطاع الاقتصادية وإحداث تنمية جدية في المنطقة، لاسيما أنَّ المنطقة مرت خلال الفترة الماضية بمرحلة صعبة نتيجة تزايد هجمات خلايا تنظيم داعش الإرهابي من جهة وانتهاكات الدولة التركية من جهة أخرى.
وأكد الطرفان أنَّ تركيا من خلال انتهاكاتها هذه تقوّض جهود التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب، وتساهم في ضرب استقرار المنطقة ممّا تعيق تطورها اقتصاديًا وسياسيًا في هذا التوقيت الحسّاس، إذ إنَّ محاولة النظام التركي التقارب مع النظام السوري ما هي إلَّا تقويض للجهود الدولية في الحل السياسي.
وأفصح المبعوث البريطاني عن نوايا المملكة المتّحدة بالسعي الدؤوب لدعم المنطقة في شتّى المجالات، وأنَّ هذا الرأي هو مشترك بين الحكومة البريطانية وعدد من الحكومات الغربية على رأسها الولايات المتحدة، إذ أفضى العمل المشترك الممتد لسنوات في إطار مكافحة الإرهاب إلى أنَّ الدعم العسكري والأمني وحده غير كافٍ للقضاء على داعش والتنظيمات الإرهابية، فبالتالي لا بدّ من دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في شمال وشرق سوريا؛ لتجفيف منابع الإرهاب البشرية والاقتصادية والحيلولة دون عودته مجددًا.
في سياقٍ متصل، شدد المبعوث الأمريكي لشمال وشرق سوريا، نيكولاس جرينجر على دعم واشنطن لبرنامج الاستقرار في المنطقة وذلك عقب لقائه برئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد في مدينة الحسكة مؤخرًا.
وتباحث الطرفان حول الوضع السياسي في سوريا عامة، وشمال وشرق سوريا على وجه الخصوص وسبل تعزيز التعاون على الصعيد السياسي.
وفي الأول من أيلول الماضي، التقى وفد من الأحزاب السياسية برئاسة أمجد عثمان بالسيد نيكولاس جرينجر المبعوث الأمريكي والممثل الأعلى لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية لشمال وشرق سوريا.
وتناول الجانبان الأوضاع الراهنة والتصعيد على مناطق شمال وشرق سوريا ومستقبل المنطقة والدعم الدولي للمنطقة.
وأكد السيد نيكولاس جرينجر على أهمية هذا اللقاء لتوضيح الصورة بشكل أكبر، وأن وجود تمثيل كبير للولايات المتحدة الأمريكية في شمال وشرق سوريا، يؤكد على جدية الحكومة الأمريكية في دعم المنطقة والسعي لتثبيت الأمن والاستقرار فيها.
وشدد “نيكولاس” على استمرار وجود قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، مع استمرار الدعم الاقتصادي والسياسي وليس فقط في الجانب العسكري.