
عقد مسؤولون في جهاز الاسـ ـتخبارات التركية في الأسبوع الأخير من شهر فبراير/ شباط 2025 اجتماعاً مع قادة هيئة تحرير الشام في السفارة التركية بالعاصمة السورية دمشق حيث تم وضع خطة لشن هجمات وارتكاب مجازر بحق الطائفة العلوية في الساحل بهدف تحقيق تغيير ديمغرافي والوصول إلى أهدافها هناك.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع Lekolin .org di Nû من مصادر موثوقة فإن المجازر ضد العلويين في المدن الساحلية السورية ينفذها «خليل باشا» الملقب بـ (الجنرال أصلان) وهو من أصل مدينة أورفا وأحد مسؤولي جهاز الاستخبارات التركي في الميدان.
وأفادت المصادر أن «أصلان» نشر أكثر من ألف مرتزق، 600 منهم من تنظيم “الذئاب الرمادية” المتطرفة و70 من إرهابيِّ داعش المسماة “تناتي”، في بانياس والحفة وريف جبلة وجبلة والأكاديمية العسكرية.
ارتكبت الميليشيات الجهادية المتطرفة بأوامر من الاستخبارات التركية ما يقرب من 50 عملية قتل جماعي في اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص والتي راح ضحيتها أكثر من 2000 علوي.
وانتقلت العائلات العلوية التي نجت من المجازر إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية، لتكتشف أن الروس لم يفعلوا لهم شيئاً، بل أعطوهم فقط عدداً قليلاً من الخيام للإقامة فيها أمام القاعدة، وقاموا بتوزيع بعض الطعام.
وفي 7 مارس/آذار، وبعد أن ردت القوات المسلحة المحلية في المنطقة على المليشيات المتطرفة التابعة لهيئة تحرير الشام التي ارتكبت المجزرة وقتلت أكثر من 321 إرهابياً منهم، عقد جهاز الاستخبارات الوطنية التركية اجتماعاً لمدة ساعتين مع قادة الميليشيات في مبنى وزارة الدفاع. وقرر الاجتماع إرسال مزيد من القوات إلى المدن الساحلية. وفي اليوم التالي، تعززت المدن الساحلية بآلاف المرتزقة من اللواء 62، ولواء سليمان شاه، ولواء الوقاص (المكون في معظمه من مرتزقة داعش)، ومجموعات مرتزقة العصابة الحمراء، والسلطان مراد.
الاستخبارات التركية تُكلّف مجموعتين لإحراق المنازل
نفذ المرتزقة العاملين تحت إشراف جهاز الاستخبارات التركي مجازر منظمة ضد العلويين. وبحسب المعلومات، فقد كلفت الاستخبارات التركية مجموعتين من المرتزقة بإحراق منازل العلويين. ومن بين هذه الجماعات جماعة أنصار السنة التي يتزعمها محمد الخالدي، الذي يستخدم أسماء مستعارة مثل أبو زر الحق وأبو المعتصم التركي؛ أما المجموعة الأخرى فهي تابعة لقائد هيئة تحرير الشام أبو كمال الديري (من مواليد دير الزور-الميادين). وعلم أن هاتين المجموعتين التابعتين لجهاز الاستخبارات التركي يتم إدارتهما من مكتب جهاز الاستخبارات في مدينة (عنتاب).
الاستخبارات التركية تُكلّف التجار لشراء الأراضي المحترقة!
وكان جهاز الاستخبارات التركية على علم بالحرائق، وفي العديد من المشاهد، احترقت المنازل والحقول. وانتشر المرتزقة التابعة لهذه المجموعات في مناطق واسعة، من ريف اللاذقية إلى القرداحة والمناطق الساحلية، حيث غالبية السكان من العلويين والمسيحيين. وبهذه الطريقة بدأت عملية التغيير الديموغرافي بشكل لا يترك مجالا للشك.
وبحسب المعلومات، فإن جهاز الاستخبارات التركي (MIT) كلف تجاراً سوريين تابعين له ولحكومة هيئة تحرير الشام بشراء الأراضي المحروقة العائدة للعلويين والمسيحيين بأسعار زهيدة في خطوة واضحة للسياسات القذرة التي تنتهجها الدولة التركية التي بدأت بتطبيقها في المدن الساحلية السورية.
ويمتلك هؤلاء التجار رؤوس أموال كبيرة، ولديهم مكاتب صرافة في دير الزور وسرمدا وجرابلس وإعزاز، بالإضافة إلى مكاتب وشركات في الريحانية وأنطاكيا وبورصة وإزمير. وعُلم أن هذه الشركات قامت بتهريب مرتزقة إلى سوريا باستخدام جوازات سفر مزورة وأسماء مختلفة.
وبحسب خطة الاستخبارات التركية، سيتم بناء نقاط أمنية مشتركة بين تركيا ودمشق على الأراضي المشتراة، وإقامة قواعد تركية تسمح للجيش التركي بالسيطرة على المدن والبلدات الساحلية. ويأتي هذا أيضًا بناءً على وجهة نظر رئاسة الاستخبارات التركية القائلة بأنه “يجب بناء المزيد من القواعد التركية على الساحل”.
وهناك خطة أخرى للاستخبارت التركية، كما ذكر آنفاً، وهو أن ينتقل المرتزقة الأجانب والعرب (مثل الحزب الإسلامي وأنصار السنة) التي ارتكبت مجازر بحق العلويين من المناطق الحدودية إلى مناطق العلويين. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تسعى الاستخبارات التركية إلى تهجير سكان القرى واستبدالهم بالمجموعات المرتزقة السنية المتطرفة. بهذه الطريقة، سيحاصرون العلويين في مساحة ضيقة. كما أنها ستسيطر على حدود البحر الأبيض المتوسط، الذي يعد خطاً استراتيجياً.