
بعد سقوط نظام الأسد البائد في 8 كانون الأول 2024 دون أيّ مقاومة منها، استولت هيئة تحرير الشام على السلطة في دمشق وأعلنت في أول بيان لها بأنها ستنشئ إدارة تحمي جميع الحقوق، بما في ذلك حقوق الكرد والدروز والعلويين والمكونات الأُخرى، لكن ما حصل كان عكس ذلك تماماً واتضح أن من جاء إلى الحكم هو الوجه الآخر للنظام السابق من حيث تجاهل حقوق مكونات الشعب السوري وتكرار ما فعله الاسد عبر ربط كل شيء بحكومة المركز وصبغها بلون واحد بل والعمل على تصفية كل من يطالب بحقه.
وكنتيجة حتمية لما قامت به تحرير الشام، أعلن الدروز في السويداء عن تشكيل إدارة ذاتية وقوات عسكرية خاصة بهم لحماية نفسهم من أية هجمات قد تطالهم. هذا الأمر لم يكن خبراً سعيداً لدى تركيا وتحرير الشام كونه يتعارض مع سياستهما المبنية على تقويض أي مشروع حل يمكن أن يوقف نزيف الدم في سوريا. علماً أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تمتلك رؤية وحل شامل لإيقاف هذا الصراع ولكنه دائماً ما يلقى اعتراضاً بسبب التدخلات التركية في الشأن السوري.
وفي هذا الشأن، أفادت مصادر خاصة لموقع “فوكس برس” أنه وفي شباط الفائت، عقد مسؤولان في جهاز الاستخبارات التركية كورت إرجين ومحمد هيوز، اللذان كانا يتابعان ملف داعش في مناطق السويداء ودرعا ودمشق، عدة اجتماعات مع مسؤولي استخبارات هيئة تحرير الشام في المنطقة، وهم كل من خلدون الداغر (أبو الهفل القلموني)، وميسر الدرعاوي (أبو محمد الدرعاوي)، ومجيد الديلم (أبو الحسن العراقي – الذي كان أيضاً أميراً لداعش). وذكرت المعلومات أن معظم اللقاءات عقدت في القنصلية التركية بدمشق، وتم فيها تفعيل خلايا نائمة تابعة لداعش بهدف استخدامها كورقة ضد المجتمع الدرزي في السويداء والقنيطرة وجرمانا ودرعا والضغط عليهم وقيامهم بارتكاب المجازر بحقهم على غرار ما قاموا بهم في الساحل السوري تحت اسم محاربة فلول النظام، أي أن الهدف من تفعيل ونشر خلايا داعش في تلك المناطق هي لمهاجمة الدروز ولتكون حجة لتحرير الشام التي تتلقى أوامرها من تركيا للتدخل تحت مسمى حماية الدروز ولكن الهدف الأساسي لتكون فرصة لهم لارتكاب المجازر ضد الدروز.
وأفادت المعلومات أن من يقود خلايا داعش النائمة هم كل من شمس الدين صلاح عباد (يوغر قاري) من مواليد عام 1991، وهو أمير داعشي من الأويغور، كما تولى مسؤوية التدريب على الأسلحة الثقيلة في مرتزقة الحزب الإسلامي التركستاني. محمد حسونة وهو أيضاً المسؤول التقني لداعش ومؤسس الوكالة التقنية لداعش.
وبحسب المعلومات فقد تم توزيع ونشر خلايا داعش على شكل مجموعات، بناء على خطة المخابرات التركية ومخابرات هيئة تحرير الشام، في ريف جاسم، وفي بادية السويداء الشرقية، وفي السهل المقابل لقرى بادية السويداء الشرقية، وفي قرى منطقة الدياسة، وفي محيط الكراع، وتلول الصفا، وفي منطقة أبو شرشوح على بعد 7 كيلومترات من الحدود الأردنية. وبهذا الشكل أصبح وجود داعش ذريعة وحجة للتدخل والهجمات التي تنفذها قوات هيئة تحرير الشام في المنطقة ضد الدروز وارتكاب المجازر بحقهم.