«شبكة دار نيوز الإعلامية – آريام صالح»
يسعى الاحتـ ـلال التركي بشتّى الطرق والوسائل إلى محـ ـاربة الإدارة الذاتية كونها تُشكّل العقبة الرئيسية أمام تنفيذ مخـ ـططاتها التوسّعية الاحتـ ـلالية في سوريا، ومن إحدى الأدوات الرخيـ ـصة التي تعتمد عليها أنقرة في تنفيذ هذه المخطـ ـططات هو “المجلس الوطني الكردي” بجميع أحزابه التي تُعلن وفي كلِّ مرة تجديد ولائـ ـها وتبـ ـعيتها على حساب الكُرد وقضيتهم.
حركة الإصلاح الكردي في سوريا – أحد مكوّنات المجلس الوطني الكردي – دخل مجدداً على خط التهجّـ ـم على الإدارة الذاتية وتحميلها مسؤولية هجرة السكان إلى الدول الأوربية، مشيرةً أن «السبب الرئيسي» وراء ذلك هو “خدمة واجب الدفاع الذاتي”.
حركة الإصلاح الكردي التي تجاهلت وعن عمد الهجمات التركية المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا وكأنها تعيش خارج المنطقة أو الأصح خارج الكوكب بأسره كونها تُنفّذ أجندات تركيا ومن المستحيل الخروج عن السياق المرسوم لها، فإن آخر تلك الهجمات الوحشية التي حصلت في الـ23 تشرين الأول الفائت عبر الطائرات الحربية والمُسيّرة والمدفعية التي استهدفت بشكل متعمّد القطاعات الحيوية في شمال وشرق سوريا كمحطات الكهرباء والمياه والطاقة والأفران والمستشفيات والمنشآت الخدمية حيث بلغ مجموع هذه الاستهدافات إلى 1168، إضافةً إلى استهداف المدنيين العُزل ما نجم عنه استشهاد 14 مدنياً وجرح 54 بينهم أطفال ونساء.
وفي وقتٍ يُعاني ملايين السُكان من تبعات الهجمات وويلات قصف الاحتلال التركي لما له من تأثير على جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية التي تحوّلت بفعل هذه الهجمات البربرية إلى رماد، كما تتناثر قصص الألم في كل زاويةٍ من زوايا المنطقة، كل ذلك لم يُحرّك ما يسمى بـ حركة الإصلاح الكردي لاتخاذ موقف والخروج من المجلس والتبعية لتركيا ولم يكتفوا بمراقبة المأساة بلا شعور وانتماء بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بكثير في محاولةٍ حثيثة منهم لصرف الأنظار عن هذه المآسي التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي والقيام بالترويج مجدداً حول الهجرة إلى الخارج وتحميل المسؤولية المباشرة للإدارة الذاتية.. هذه الإدارة التي بُنيّت بسواعد أبنائها وبذل الكثيرون حياتهم دفاعاً عنها في سبيل تأمين حياةٍ أفضل لهم في حين يناضل سكانها عسكريون أم مدنيين في الحفاظ على مناطقهم ضد الاحتلال التركي لكي لا يمرو بما يعانيه الكرد من ويلات في المناطق التي يحتلها حلفاء المجلس الوطني الكردي (تركيا) كما في عفرين وسري كانية.. يريدون إلغاء واجب الدفاع الذاتي حتى يتسنى لهم إضعاف الإدارة الذاتية.
حركة الإصلاح الكردي تتسابق كما حال بقية أحزاب المجلس الوطني إلى تقديم الطاعة لتركيا وإثبات بأنها الأكثر ولاءً لها من غيرها لعلَّ وعسى في أن تزيد الاستخبارات التركية رواتبهم لقاء هذه الخدمات، فجميعنا يعلم أن ما تتعرض له مناطق شمال وشرق سوريا من هجمات هي نتاج اتفاقٍ وتفاهماتٍ سياسية مشتركة بين مجموعة (أستانة) أي تركيا والنظام السوري وروسيا وإيران والهدف القضاء على الإدارة الذاتية.