«شبكة دار نيوز الإعلامية – روان عبدو»
كما هو المشهد دائماً، فشلٌ تلوى الآخر وصراعٌ تلوى الآخر تنخر عظام المجلس الوطني الكردي الذي يعيش في دوامةٍ الخروج منها باتَ مُحال إلّا بطريقةٍ واحدة لا ثانِ لها وهي التفكّك الأخير، وبطبيعة الحال فإن هذه الصراعات لا تمت إلى أحداث سياسية أو مواقف تجاه نظم أو دول تحتل المنطقة على اعتبار أن التوصيف للمجلس هو «سياسي»، مُطلقاً ليس كذلك، الصراعات البَينيّة تتمحور حول السُلطة والنفوذ والمال السياسي، وإن كُنّا نريد أن نكون موضوعيين أكثر فإن الخلافات والصراعات داخل المجلس يعود إلى بُنيته الأساسية التي أُقيمت عليه وهي تحمل بداخلها آفاتٌ خطيرة، فالبناء من أساسه معدوم وبطبيعة الحال وكحتمية لا مفرَّ منه ستكون النتيجة هي الانحلال والتفكّك ولو بعد حين.
مؤخراً، كشف المجلس الوطني الكردي أن توجّه وفد تابع له إلى إقليم كردستان كان بهدف حضور مؤتمر “تيار المستقبل الكردي في سوريا” فقط، ولكن السبب الرئيسي لم يكن كذلك، السبب الرئيسي حول توجّه الوفد كان بهدف النقاش حول تشكيل كُتلَتَيْن داخل جسم المجلس الوطني الكردي، واللقاء بـ “مسعود بارزاني” بهدف حل الخلاف بينهما، لكن اللقاء لم يحصل حيث تم رفضه من قبل مكتب البارزاني مُعلّلةً السبب بأن مسعود بارزاني غير مستعد للاجتماع.
ووفقاً للمصادر، فإن الخلافات التي يشهدها المجلس الوطني الكردي والقائمة بين أكبر حزبين في المجلس “حزب يكيتي الكردستاني – سوريا” و “الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا” نجم عنه مؤخراً وخلال الاجتماعي التنسيقي إلى ولادة غير طبيعية (كُتلَتَيْن) حيث أن جميع خلافاتهم تدور حول الأمور المادية والمال السياسي، فالكتلة الأولى تتبع لـ سكرتير حزب يكيتي الكردستاني – سوريا، رئيس المجلس الوطني الكردي “سليمان أوسو” ومعها بعض الشخصيات والأحزاب وهم: (نعمت داوود، فيصل يوسف، محمود ملا وخليل إبراهيم).
أمّا الكتلة الثانية فهي تتبع لـ “محمد اسماعيل” سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ومعه بعض الشخصيات والأحزاب وهم: (فصلة يوسف، عبد الصمد خلف برو، الحزب الطليعي الكردستاني، طاهر حصاف، وطاهر صفوك)، ومن الواضح أن “محمد اسماعيل” بذل هو الآخر جهوداً لتشكيل مجموعة ضد كتلة “سليمان أوسو” وعلى هذا الأساس فقد توقّف مؤتمرهم الذي كان مقرراً عقده خلال هذا الشهر.
وأشارت المصادر، أنه تم تعليق عضوية “آريا جمعة” من المجلس بسبب بعض الخلافات بينها وبين سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا “محمد اسماعيل”.
والملفت للنظر أن الخلافات الحاصلة لا تتعلق فقط بين الحزبين الكبيرين داخل المجلس الوطني الكردي. بل هناك خلافات حتى داخل قيادات حزب يكيتي الكردستاني – سوريا، كمال هو واقع الحال مع “إبراهيم برو” و “سليمان أوسو” حيث يسعى الطرفان حتى داخل الحزب إلى تكتلات، وازدادت وتيرة هذه الخلافات بعد تولي سليمان أوسو منصب رئاسة المجلس الوطني الكردي- سوريا.
ووفقاً لهذه الأجواء الضبابية المُحتقنة بين القياديّين تشير المصادر أن “إبراهيم برو” يسعى جاهداً ونتيجة الخلافات مع “سليمان أوسو” إلى استخدام “عبد الصمد خلف برو” ضده عن طريق “محمد اسماعيل”، خاصةً وأن “عبد الصمد خلف برو” كان من أحد قيادات حزب يكيتي الكردستاني – سوريا قبل أن ينشق عنها ويؤسس حزباً جديداً تحت اسم “حزب الشعب الكردستاني – سوريا” ويعاود الدخول تحت قبة المجلس الوطني الكردي والذي لاقى اعتراضاً في الأول من قبل قيادة حزب يكيتي الكردستاني وعلى رأسهم سليمان أوسو وقيادات الخارج الذين هددوا بالانسحاب من المجلس في حال قبول الأخير بعضوية حزب الشعب الكردستاني.