«شبكة دار نيوز الإعلامية – وائل الغانم»
سعى نظام الأسد منذ بداية العام 2024 إلى إعادة رسم المشهد الأمني في سوريا، إذ اتخذ إجراءات طالت قيادات وإدارات استخباراتية بما فيها قادة أفرع المخابرات الجوية نشأت وترعرعت في المؤسسات الأمنية منذ عهد والده حافظ الأسد.
يستخدم رئيس النظام السوري بشار الأسد هذه الخطوة للترويج لالتزامه بالإصلاح، حتى في أجهزته الأمنية سيئة السمعة، وهي خطوة تجميلية تهدف إلى استرضاء الدول العربية والغربية التي انخرط معه في جهود متعثرة للتطبيع الدبلوماسي منذ عام 2023. على أمل أن تؤدي مثل هذه التحركات إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تواجهها، خاصة أنه لم يتحقق هذا ولا أي من أهدافها الأخرى للتطبيع حتى الآن.
لكن هذه الخطوات لم تغير من واقع الأمور شيئاً، فجميعهم نفس الوجوه القديمة، فاسدين ومجرمين وهم مصدر هذا الفساد الاقتصادي والأمني، وهذه التغييرات لن تغيّر شيئاً لأنها تغييرات بأدوات قديمة.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة لشبكة دار نيوز الإعلامية أن أحد هذه الوجوه الفاسدة من رجالات وعصابات بشار الأسد هو العميد «فؤاد سليمان» الذي يشغل حالياً منصب رئيس قسم المخابرات الجوية في مدينة قامشلو.
تاريخ غير مُشرّف
لدى العميد «فؤاد سليمان» سجل وتاريخ غير مُشرّف على غرار باقي الضباط في النظام السوري، فأثناء تواجده في مدينة بانياس كان يمتهن عملية سرقة الشاليهات، وبعد أن تم نقله إلى دمشق ترأس قسم الدفاع الجوي والقوى الجوية، حيث كان يتلقى شهرياً 3000 لتر مازوت و 3000 لتر بنزين ويقوم ببيعها عن طريق مدير مكتبه «وسيم مبارك»، وعندما تم كشفه من قبل إدارة المخابرات الجوية قام بالتخلي عن «وسيم مبارك» ونقله إلى محافظة السويداء بعد اتهامه بالسرقة وسجنه لمدة شهر.
وبعد ذلك تم نقل العميد «فؤاد سليمان» إلى رئاسة قسم المخابرات الجوية في مدينة قامشلو، وبحسب المعلومات المؤكدة فإنه يقوم حالياً وبشكل رسمي بفرض إتاوات وأخذ الرشاوى من المراجعين والمسافرين، عند دخول المسافرين إلى صالة المطار، حيث يقوم مدير مكتبه الجديد ويدعى «وسيم» أيضاً بإخباره بأن هذا المسافر لديه عقارات وأملاك في قامشلو فيقوم هو بنفسه باستدعائهم إلى مكتبه ويطلب منهم مبالغ بحجة أنه يقوم ببناء بيت أو مزرعة له في مدينة اللاذقية، إضافة إلى حجج مختلفة كقيامه بدعم القسم من إنشاءات وعمار وغير ذلك عبر فرض إتاوات شهرية على أصحاب المحلات (الكشك) والمطاعم والمعامل الموجودة في قطاعه.
وفي سياق ذلك، يُلزم العميد «فؤاد سليمان» صاحب الكشك والمرقص يدعى «رياض» مبلغ 500 دولار شهرياً، ومن «حسان السالم» الذي يعمل تاجر حبوب مبلغ 3000 دولار ومن الدكتور «عبد الغني» وشريكه «أبو بشير» 1500 دولار ، ويأخذ من المدعو «هوزان» صاحب معمل الخزانات 1000 دولار شهرياً من أجل تسهيل حركة سياراته التي تقوم بنقل الخزانات إلى مناطق خارج قطاعه. كما يأخذ من من عبد الأحد (بحوتي) مبلغ 20 ألف دولار بحجة تسوية وضع شقيقه «رافي». ووفقاً لكلامه أنه قام بدفع هذا المبلغ للعميد «أمين مهيني» مدير مكتب اللواء «قحطان خليل»، كما يتواجد مواضيع مختلفة عن بيعه خطوط الكهرباء وتراخيص حفر الآبار وغير ذلك.
ونتيجةً لفرضه الإتاوات وأخذ الرشاوي فهناك حالة امتعاض وشكاوي كثيرة على تصرفات العميد «فؤاد سليمان».
بشكل عام تحوّل مطار القامشلي الدولي إلى مصدر لجمع الأموال لصالح العميد «فؤاد سليمان» عبر هذه الطرق التشبيحية بعدما تم نقل الضابط السابق بنفس التهمة، فالعميد فؤاد يسير على مسار العميد حكمت الرفاعي رئيس فرع الأمن العسكري الذي بدوره ينسق معه على تقسيم هذه الأموال بينهم، علماً أن العميد حكمت الرفاعي يقوم إلى جانب بتجارة المخدرات ورزاعتها فضلاً عن إدراته شبكات للدعارة وتهريب البشر.