كاردوخ بيكس
قام القسم التركماني التابع لتركيا بتأسيس “الجبهة التركمانية العراقية”، بدعم وتمويل من تركيا، في عام 1994 تحت قيادة المدعو “علي صادق مهدي”. وهذه المنظمة تسعى إلى حل ليس لمصلحة العراق والعراقيين، بل لمصلحة تركيا. حيث يتم دعم المستوى الإداري لهذه المنظمة اقتصاديًا من قبل تركيا. ومركز التجارة الدولية هو المنظمة التي تستخدمها تركيا لإثارة الاضطرابات والفوضى في العراق، ويصف التركمان الذين لا يفكرون مثله بالخونة، لكنهم أنفسهم لا يقولون أي شيء عن التركمان، فهم يتحدثون باللغة التركية فقط في الأماكن التي انتصروا فيها. بمعنى آخر، مركز التجارة الدولية هو الناطق الرسمي باسم سياسات تركيا، وليس حقوق التركمان في العراق.
الرئيس الحالي للجبهة التركمانية العراقية ITF، هو المدعو “إرشاد صالحي”، لديه ملف تعريف عميل MIST الذي يعمل لصالح تركيا. وفي تركيا، يعتبر نفسه المتحدث باسم جميع تركمان العراق، ويزعم جميع المسؤولين الأتراك في خطاباتهم أنهم يتحدثون لصالح التركمان. في كل خطاب يقال أن كركوك وهولير ملكان للتركمان.
في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2016، أنشأت دولة الاحتلال التركي ما تسمى بمنظمة الاستخبارات التركمانية من أجل الحصول على معلومات استخباراتية منتظمة من الميدان في العراق وإقليم كردستان من خلال الجبهة التركمانية. وحتى اختصار اسم هذه المنظمة الاستخباراتية التي تم إنشاؤها بمبادرة من MİT، هو TİT، فهو يحتوي على رسالة واعية، ومن خلال هذا التنظيم الاستخباراتي، لم تقم بتقديم معلومات من المناطق الممتدة من تلعفر إلى خانقين فحسب، بل قام أيضًا بتشكيل وحدات مسلحة. من خلال تنظيم وتسليح الشباب التركماني عبر بعض الجمعيات التركمانية. لكن هذه القوة المسلحة، التي كانت ضعيفة كماً ونوعاً، لم تتمكن من دعم تركيا في بسط نفوذها في مناطق مثل عملية الموصل. ثم تم العمل على تقويتهم عسكرياً وسياسياً، وقد شاركوا في الانتخابات التي جرت قبل أيام للفوز بمنصب محافظ كركوك بالتحالف مع الديمقراطي الكردستاني. لكنهم خسروا أمام صمود وإدراك الشعب الكردي في تلك المدينة. فقاموا برفض نتائج تلك الانتخابات.
بعد تصريح الديمقراطي الكردستاني حول انتخاب محافظ كركوك ورئيس مجلس المحافظة، وقوله بأنه لا يعكس الإرادة الحقيقية لأهالي كركوك؛ خرج اليوم المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي المدعو “عمر جليلك” ليدلي بتعليق بشأن الحكومة المحلية المُنتخبة في كركوك، وقال في بيان ترجمه موقع ميل: “إنهم قَدَّروا إن أسلوب سياسة الاتحاد الوطني الكردستاني المتمثل في خلق أمر واقع في كركوك، واستبعاد الديمقراطي الكردستاني والتركمان وبعض الجماعات العربية غير صحيح.
وفي معرض تقييمه لطرح نهج موجه نحو الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك قال عمر جليك في العراق النماذج التي تشمل جميع العراقيين هي وحدها القادرة على العمل وخدمة العراق.
وتابع جليك نحن نؤيد سياسة شاملة في العراق لا يتم فيها استبعاد أحد.
وهنا تناسى جليك أن الانتخابات جرت في جو من الديمقراطية بين تحالفٍ مؤيد لتركيا والمتمثل في تحالف الديمقراطي الكردستاني وجبهة التركمان، وتحالف “كركوك قوتنا وإرادتنا” المؤيد لغالبية شعب كركوك بقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، وإن تحالفهم لا يملك الشعبية في تلك المدينة وتم رفضهم شعبياً، وقد خسر نتيجة ذلك.
وحين قال جليك إن الاتحاد الوطني الكردستاني خلق أمراً واقعاً في كركوك، واستبعد مريدي الديمقراطي الكردستاني وجبهة التركمان، تناسى أن الشعب اختار الحزب الذي وجدوا فيه قيمهم ووطنيتهم وأملهم؛ ولم يقر جليك بخسارة تحالفه مع الديمقراطي الكردستاني، ولم يقر برفض الشعب لتحالفه وسياسة دولته وأطماعها في تلك المدينة الكردية الكردستانية. بل على العكس تماماً عندما قال بأن الاتحاد الوطني الكردستاني فرض أمراً واقعاً، واستبعد تحالفه المؤيد لدولته، وجه رسالة إلى التركمان ومريدي الديمقراطي الكردستاني بعدم السماح باستمرار هذا الفوز، ودعا إلى الفوضى والتخريب الممنهج، وحتى إلى عصيان في المدينة. وربما يتم التحضير لتظاهرات منددة ورافضة لفوز الاتحاد الوطني الكردستاني، حين قال إن هذا النموذج لا يشمل جميع العراقيين؛ وهو غير قادر على خدمة العراق. حسب قوله
لذا، فإن فوز الاتحاد الوطني الكردستاني بمنصب محافظ مدينة كركوك، كان بمثابة النصر للشعب الكردي على دولة الاحتلال التركي ومشروعه العثماني البائد والمتجدد في إقليم كردستان، والمتمثل بتحالف التركمان مع المستتركين من الديمقراطي الكردستاني؛ وهو الوصول إلى كركوك والسيطرة عليها.
لن تقف الاستخبارات التركية وحزب الديمقراطي الكردستاني مكتوفي الأيدي تجاه هذه الخسارة التي منيت بها تحالفهم، ولا يستبعد أن تقوم باغتيالات تطال الكوادر والقياديين وحتى المؤيدين لتحالف كركوك قوتنا وإرادتنا. لذا على شعوب المنطقة الوقوف خلف مرشحهم الذي نال ثقتهم، ودعمه للحفاظ على كردستانية كركوك وخيراتها وإرثها وقيمتها المعنوية للكرد.