كتب أحد كتّاب المجلس الوطني الكردي مقالاً يُسلّط فيها الضوء على تاريخ حزب يكيتي الكردستاني – سوريا منذ نشأته والخلافات التي طفت على السطح بين جناحين في الحزب منذ الساعات الأولى من تشكيله عام 2000 بسبب «التسمية»، كما يتطرق المقال إلى أن حزب يكيتي الكوردستاني يعد أحد أبرز الأحزاب السياسية الكوردية في سوريا، بسبب تشبث وإيمان أعضاء هذا الحزب المترسخ بالقضية الكوردية ونضاله للوقوف أمام كل التحديات وما عاناه من تأثيرات خارجية عليه نتيجة ممارسات النظام السوري وخاصة مع بداية الحراك في سوريا. كما يُسلط المقال الضوء على الخلافات الداخلية فيما بين قيادات الحزب ذاته وخلق الخلافات والتناقضات وسط اتهام جناح داخل الحزب للجناح الآخر بالعمالة لأجهزة المخابرات التركية ومخابرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
نص المقال:
لمحة عن تاريخ حزب يكيتي الكوردستاني- سوريا:
أعلن حزب يكيتي الكوردي في سوريا عن تشكيل الحزب في المؤتمر التأسيسي الواقع في 2000.03.08، والمؤتمر استمر لعدة ساعات فقط وتم أنهائه، وذلك بسبب الخلاف بين جناح السيد فؤاد عليكو وجناح السيد حسن صالح، حيث كان يطالب حسن صالح بتسمية الحزب باسم يكيتي الكوردستاني-سوريا، ورفض فؤاد عليكو ذلك، وبعد تسعة أشهر تم حل الخلاف في 2000.12.08، حيث بقي الاسم يكيتي الكوردي، مع تثبيت المطالبة بالحكم الذات لكورد سوريا وتم انتخاب السيد عبد الباقي يوسف سكرتيرا للحزب لمدة اربع سنوات حتى عام 2004، لكن انسحب جناح السيد عبد الباسط حمو في أوروبا وأعلنوا تشكيل حزب جديد. وفي المؤتمر الثامن للحزب بتاريخ 2008.01.24 في مدينة القامشلي، تم تغيير اسم الحزب إلى (حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا).
عقد حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا مؤتمره التاسع في 24-2022.12. في قاعة البارزاني مكتب يكيتي بمدينة قامشلو. وتمّ انتخاب سليمان اوسو سكرتيراً للحزب وعبد الاله عوجي نائباَ للسكرتير، بالإضافة إلى انتخاب سبعة عشرة عضواً للجنة السياسية للحزب وبذلك أتمّ المؤتمر أعماله بنجاح.
كفاح الحزب في وجه التحديات:
من المعلوم بانّ الأحزاب الأكثر تأثيرا بين الأحزاب السياسية الكوردية في سوريا حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا، بسبب تشبث وإيمان أعضاء هذا الحزب المترسخ بالقضية الكوردية ونضاله للوقوف أمام كل التحديات وليثبت للكورد والشعب السوري ان القضية الكوردية والشعب الكوردي جزء لا يتجزأ من سورية. منذ بداية الحراك السياسي الكوردي في سوريا ورغم الصعوبات التي عانها معظم الأحزاب الكوردية في سورية من مؤامرات واعتقالات وممارسة أقسى أنواع التعذيب في سجون السلطات الأمنية المتتالية في سوريا. إلا أن حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا بإرادة وعزيمة الأعضاء والقياديين في الحزب حافظ على نهجه الكوردايتي في سوريا وخصوصا في روج أفا.
لا نكتفي بما جرى لهذا الحزب من الأحداث الخارجية التي مارستها القوة المحتلة لكوردستان، يجب أن نسلط الضوء على الأحداث التي جرت بين الحزب من الداخل، وإدخال الأيادي الخارجية بين مفاصل هذا الحزب، لخلق الخلافات والتناقضات بين الحزب، لن نذهب بعيدا ونطول الحديث فالأمثال كثيراً، ولكن سنتحدث عن مثال ليس بعيدا من الوقت الحالي، الجميع يعلم أن عبد الصمد خلف برو حاول مراراً ضرب البنى الأساسية للحزب، وحاول العديد من الخطوات لتصفية الحزب، حيث اتهم القياديين لهذا الحزب بالعمالة لأجهزة المخابرات التركية ومخابرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني (Parastin)، كما كانت هناك محاولات من قبل عبد الصمد خلف برو لتشويه صورة القادة إبراهيم برو وسليمان اوسو. لكن عندما أدرك عبد الصمد خلف برو على فشل تلك المخططات، قام بالانشقاق من الحزب، وكانت بمثابة تصفية الحزب. حاول الحزب تجاوز المرحلة بعقلانية كبيرة، من خلال التدابير الاستراتيجية لتجنب هذه المؤامرة، كما نعلم بأن الخلافات الداخلية كانت لها دورا سلبياً بين الحزب، فتلك الخلافات المرحلية التي ولت وانطوت بين صفوف حزب اليكيتي أثر سلبا على عمل الحزب وتراجع بين الفينة والأخرى ولكن الخلافات لم تدم طويلا وتمت السيطرة عليها ليستمر الحزب بنضاله نحو القضية الكردية.
الخلافات الأخيرة بين الحزب:
في الآونة الأخيرة نرى مجددا مجريات بين حزب يكيتي الكوردستاني- سوريا من خلافات بين القياديين وخاصة بين السيد إبراهيم برو وسليمان اوسو حيث يعمل كلا منهم على بناء تكتلات داخل الحزب وهذا لإدارة الحزب حسب أهوائهم، أزادت هذه الوتيرة بعد تولي سليمان اوسو منصب رئاسة حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا ورئاسة المجلس الوطني الكوردي- سوريا، في هذه المرحلة ازداد الخلاف بين سليمان اوسو وإبراهيم برو، من الواضح هذه الخلافات قد وصلت إلى ذروتها، رغم الاتفاق الذي جرى في إقليم كوردستان بين سليمان اوسو وإبراهيم برو بجهود الرئاسة الموقرة لحزب الديمقراطي الكوردستاني PDK`ê القائد مسعود البارزاني، وسميت باتفاقية هولير التي تنص على عدم استمرار الخلاف بين الحزب والإداريين وجر الحزب إلى انشقاقات وهي بغنى عنها. إلا أن الطرفين لم يبالوا بنود هذه الاتفاقية.
من له المصلحة لاستمرار الخلاف:
السؤال الذي يطرح نفسه ويتسأل الكثير عن أجوبة لها، لماذا يستمر الخلاف بين حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا في يومنا الحاضر رغم أن الأرضية المناسبة للعمل والكفاح موجودان، رغم أن السلطات المحتلة لكوردستان ليست موجودة، من له علاقة ليستمر الخلافات الداخلية في حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا، وما دور الإداريين في حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا لتجاوز هذه الخلافات. بما ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعتبر من أكبر الأحزاب في المجلس الوطني الكوردي -سوريا. لماذا لا يتدخل لحل تلك الخلافات المزمنة بين الأحزاب الأخرى في المجلس؟ مع العلم أحد أطراف هذه الخلافات هو السيد إبراهيم برو والذي على علاقة وطيدة مع أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إقليم كوردستان. وخاصةً علاقته القوية مع عبد الحكيم بشار. من جهةٍ أخرى علاقة السيد سليمان اوسو مع السيد محمد إسماعيل. الأخيران قيادين ذو تأثير بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبين المجلس الوطني الكوردي- سوريا. لذا حتى الأن السيد محمد إسماعيل والسيد عبد الحكيم بشار لا يحركون ساكناً من اجل حل هذه الخلافات.
أسئلة كثيرة تدور في الأذهان، كما يتصدر هذه الأسئلة بين أوساط السياسيين الكورد، نحتاج إلى أجوبة لكي ننقذ الحزب المناضل حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا من التفكك وسد الأبواب أمام انشقاقات جديدة بين الحزب.