كاردوخ بيكس
تعد التحالفات في الانتخابات هي الخطة والوسيلة الأنجع للتغلب على المنافس، ونيل النسبة الأكبر من الأصوات، فتحالف الأحزاب ضد حزب آخر في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو حتى في انتخاب رؤساء البلديات للحصول على أعلى نسبة أصوات وبالتالي فوز مرشحيهم شهدناها كأقرب مثال في تركيا أثناء انتخابات البلديات، حيث تحالفت القوى المحافظة والقومية والكمالية في كتلة شوفينية إسلامية راديكالية مناهضة للكرد، ويقفون ككتلة واحدة في البرلمان ضد نيل الكرد لحقوقهم في شمال كردستان؛ ضد حزب المساواة والديمقراطية الشعبية الذي يطالب بحقوق الشعب الكردي والشعوب المضطهدة في تركيا وشمال كردستان.
إذاً هذا التحالف؛ ورغم الصراع بين تلك الأطراف المتحالفة، ورغم الخلافات المصيرية، والاقتصاد السيء والسياسة الخارجية الفاشلة؛ جاء للحيلولة دون نجاح الحزب الكردي، إن صح التعبير، لما يكنه هذا التحالف من الحقد والكراهية تجاه الطرف الآخر المتمثل بالكرد.
وهنا إذا قمنا بإسقاط ما جري في الفترة السابقة في تركيا وشمال كردستان خلال انتخابات البلديات، وما نجم عنه من تحالفات ضد الكرد؛ على الانتخابات الأخيرة التي جرت في العراق وإقليم كردستان، والمنافسة التي جرت للفوز بمحافظة كركوك الكردستانية، لوجدنا إن ذلك التحالف لا يقل عدائية للكرد عن التحالف الذي جرى في العراق وإقليم كردستان قبل يومين، وفوز رئيس تحالف “كركوك قوتنا وإرادتنا” السيد “بيوار طه”، وتعيينه محافظاً لمدينة كركوك، بعد تقدم الاتحاد الوطني الكردستاني على تحالف حزب الديمقراطي الكردستاني مع الجبهة التركمانية الموالية لتركيا.
ترك التحالف بين الديمقراطي الكردستاني والجبهة التركمانية الموالية لتركيا، بل والتي تعتبر نفسها تركية حتى النخاع، والتي كانت وما زالت تنادي بتركمانية كركوك؛ العديد من التساؤلات في الشارع الكردي. فأي مصلحة للكرد بالتحالف مع التركمان الذين ادعو ليل نهار بتركمانية كركوك؟ وأي مصلحة لبيت البرزاني بفوز التركمان بمنصب محافظ كركوك؟ وما سر الامتعاض التركي من خسارة التركمان والديمقراطي الكردستاني في كركوك؟ وما هو السبب الذي دفع الديمقراطي الكردستاني إلى التحالف مع التركمان لإقصاء الاتحاد الوطني الكردستاني؟ هل لعلاقة رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني السيد بافل طالباني بروج آفا علاقة بهذا التحالف؟ هل كانت المصلحة الكردية تقتضي التحالف مع التركمان ضد الكرد؟ أم أن المصلحة الكردية تقتضي بتحالف الكرد مع الكرد ضد التركمان ربيبة تركيا؟
وانطلاقاً من هذا السرد، واستناداً لمجريات الأحداث فإن تحالف الديمقراطي الكردستاني مع الجبهة التركمانية في العراق وإقليم كردستان هو نفس تحالف القوى الفاشية في تركيا ضد حزب المساواة والديمقراطية الشعبية المؤيد الكرد، وإن الغاية والغرض في كلي التحالفين هو خسارة الكرد الذين لا يخضعون للسياسة التركية الفاشية، ويصرون على نيل حقوقهم المغتصبة.