الأخبار

اللاجئين السوريين باتوا أداة حـ ـرب بيد السلطات التركية طمعاً بالتقارب مع نظام الأسد !!!

في تصعيد خطير يسلط الضوء على النفاق السياسي والإنساني، أقدمت الحكومة التركية في اقل من 5 أشهر على ترحيل آلاف اللاجئين السوريين قسراً من أراضيها إلى مناطق مضطربة في شمال سوريا. هذه الخطوة، التي تفتقر لأي ضمير إنساني، تهدف إلى تعزيز علاقاتها المتنامية مع النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وذلك على حساب حياة وكرامة هؤلاء اللاجئين الذين هربوا من جحيم الحرب بحثاً عن الأمان.

حيث تظهر التقارير الموثوقة، بما في ذلك تلك الصادرة عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن الحكومة التركية قامت بترحيل آلاف اللاجئين السوريين، في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تحظر الإعادة القسرية للاجئين إلى مناطق قد يتعرضون فيها لخطر الموت أو التعذيب. وقد وثقت المنظمة حالات عديدة لسوريين تم احتجازهم في ظروف مهينة داخل تركيا، ثم أُجبروا على التوقيع على وثائق تُصنف عودتهم على أنها “طوعية”، في حين أنها كانت قسرية بشكل صارخ .

وفي تقرير آخر من موقع “عنب بلدي”، تم الكشف عن أن السلطات التركية تستخدم اللاجئين كورقة مساومة في محاولاتها لتحسين العلاقات مع النظام السوري. من خلال إعادة اللاجئين إلى مناطق شمال سوريا التي تسيطر عليها جماعات مسلحة، تسعى أنقرة لإظهار حسن نيتها تجاه دمشق، على أمل تحقيق تقارب سياسي يمكن أن يخدم مصالحها الإقليمية.

الشهادات التي تم جمعها من اللاجئين المرحّلين

تكشف حجم الفظائع التي يتعرضون لها. فقد تحدث لاجئون عن تعرضهم للتعذيب النفسي والجسدي في مراكز الاحتجاز التركية قبل إجبارهم على العودة إلى سوريا. أحد اللاجئين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قال إنه تعرض للضرب والإهانة، وتم تهديده بإيذاء أسرته إذا لم يوقع على وثيقة العودة الطوعية.

وفي شهادة أخرى، تحدثت لاجئة سورية عن كيفية تمزيق وثائق لجوئها وإجبارها على الصعود إلى حافلة متجهة إلى شمال سوريا، حيث تعيش الآن في خوف مستمر من الاعتقال أو القتل. هذه الشهادات تؤكد أن الحديث عن العودة “الطوعية” ما هو إلا كذبة يروجها النظام التركي لتبرير أفعاله أمام المجتمع الدولي.

تأتي هذه التحركات التركية في إطار سعيها لتحقيق مكاسب سياسية على حساب اللاجئين. فالضغوط الداخلية المتزايدة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاحتجاجات ضد وجود اللاجئين السوريين دفعت الحكومة التركية إلى اتخاذ هذه الخطوة القاسية. ومع تزايد الحديث عن تقارب تركي-سوري، يبدو أن أنقرة مستعدة للتضحية بملايين الأرواح لتحقيق أهدافها السياسية.

ومن الجدير بالذكر أن هذه التحركات تأتي في وقت تزداد فيه الضغوط على النظام التركي داخلياً، حيث باتت قضايا اللاجئين ورقة ضغط مهمة في المشهد السياسي التركي. الحكومة التركية، التي لطالما استخدمت اللاجئين كورقة تفاوضية في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، باتت الآن تستخدمهم لتعزيز علاقاتها مع نظام بشار الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى