الأخبار

المجلس الوطني الكُردي سيصوّت سرّاً في انتخابات مجلس الشعب

«شبكة دار نيوز الإعلامية – آريام صالح»

وسط استعداد النظام السوري لإجراء انتخابات ما يسمى «مجلس الشعب» في مناطق سيطرتها اليوم 15 من تموز/يوليو، والتي تُعتبر انتخابات شكلية وفاقدة للشرعية، لسببين، الأول؛ كون أن أكثر من نصف السوريين لاجئون خارجياً ونازحون داخلياً، ويضاف إلى ذلك سكان مناطق شمال وشرق سوريا البالغ عددهم أكثر من 5 مليون نسمة والشمال السوري المحتل من قبل تركيا والبالغ عددهم تقديرياً 5 مليون نسمة، علاوة عن أن أبناء السويداء أكدوا مقاطعتهم للانتخابات وكذلك الحال في درعا ومناطق أخرى من ريف حمص والتي تعيش أوضاعاً أمنية متدهورة رغم إجراء النظام السوري ما تسمى “التسويات” فيها، وبذلك يبقى نحو 8 مليون نسمة فقط في مناطق سيطرة النظام التي شهدت هجرة كبيرة خلال الفترة الماضية للفئة الشابة منها.

ورغم عدم شرعية انتخابات ما يسمى مجلس الشعب وادعاء المجلس الوطني الكردي حليف الاحتلال التركي أنه معارض للنظام السوري فإن المجلس سيتجه سراً إلى صناديق الاقتراع في المربعين الأمنيين التابعين للنظام السوري في كل من مدينة قامشلو والحسكة للإدلاء بأصواتهم، علماً أن هذا المجلس أعلن رفضه لانتخابات البلديات في مناطق الإدارة الذاتية واعتبرتها بأنها غير شرعية «وفق المنظور التركي» وقد أشاد زعيم حزب “الحركة القومية” المتطرف في تركيا، دولت بهتشلي «حليف حزب العدالة والتنمية» بموقف “المجلس الوطني الكردي في سوريا”، مستدلاً بموقفهم على “عدم شرعية” هذه الانتخابات.

أما السبب الثاني فيعود إلى المعارضة والرفض الدولي لذلك وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا واعتبارهم بأن الانتخابات غير شرعية، كونها تخالف المعايير الدولية والقرار 2254 الخاص بسوريا، كما أن مجلس سوريا الديمقراطية أصدر بياناً، أعلن خلاله مقاطعة الانتخابات كما حثّ الشعب السوري وجميع القوى الوطنية والديمقراطية على عدم المشاركة فيها. وشدد على أنَّ الحلَّ السياسي الشامل، المستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، هو السبيل لتجاوز الأزمة السورية وتحقيق آمال الشعب السوري. وأكد أهمية الحوار السوري – السوري كركيزة أساسية لأي حل سياسي مستدام يضمن مصالح جميع السوريين.

ويرى متابعون أن مشاركة المجلس الوطني الكردي في انتخابات مجلس الشعب التابع للنظام السوري يعود لسببين، الأول: تربط قيادات الوطني الكردي علاقات وثيقة مع النظام السوري والتي تمتد لسنوات ما قبل الأزمة السورية التي كانت تقدم حينها تقارير سياسية دورية عن أي نشاط للحركة الكردية في سوريا وفي مقدمتها نشاط حزب الاتحاد الديمقراطي، والثاني: يعود إلى ملف التطبيع التركي مع النظام السوري.

والمتابع للمجلس الوطني الكردي يدرك يقين العلم أن المجلس لم يقطع علاقاته مع النظام السوري رغم ادعائه ذلك، فالزيارات السرية لقياداته إلى دمشق ولقائه بمسؤولي النظام وكذلك الزيارات المتكررة إلى داخل المربعات الأمنية في قامشلو والحسكة يفند اي ادعاء حول ذلك.

القيادي في المجلس الوطني الكردي، محمد اسماعيل مثالاً على ذلك، فسبق أن توجه في إلى دمشق دون أن يتعرض له أي فرع أمني تابع للنظام السوري مع العلم أن «اسماعيل» يدعي أنه معارض للأخير وأنه مطلوب على النشرة الحمراء، ولكن بعد انفضاح أمره إلى العلن ادعى أن توجهه إلى دمشق كان بغرض رحلة علاجية، وهذا الأمر بطبيعة الحال لا يُصدق فكيف لمطلوب أن يتوجه للموت بقدميه إلا إذا كان ما يقوله غير صحيح البتة كما أنه لم يُعتقل من قبل النظام حتى أثناء تواجده في دمشق، علمًا أن السبب الرئيسي لذهابه في الفترة الأولى كان بهدف معالجة موضوع الخدمة الإلزامية لنجله لدى النظام السوري، وفي الفترة اللاحقة تطورت الأمور والارتزاق بشكل أوسع حيث تم تكليفه بمهمة التنسيق وعقد اللقاءات مع فرع الأمن السياسي والأمن القومي التابع للنظام السوري في مدينة قامشلو وفق توجيهات “مسعود بارزاني” بهدف فتح وتقوية العلاقات مع النظام السوري ومع روسيا، وذلك بعد اللقاءات التي جمعت وفد المجلس مع الجانب الروسي.

ولا ننسى تصريح القيادي في المجلس الوطني الكردي المدعو كاوا عزيزي، عندما صرح بشكل علني على قناة رووداو أن أمورهم كانت بخير تحت سلطة النظام الأسدي حتى أنه لمع للعسكرية الإجبارية التي كان النظام يقتل فيها الكرد ويقول عنها بأنها أخطاء عسكرية ولم يكن يسمح بغسل جثامين الشهداء الكرد.

ولم يقتصر الأمر على تصريح عزيزي لوحده، فالمدعو عبد الحكيم بشار القيادي في المجلس الوطني الكردي ونائب رئيس ما يسمى الائتلاف الذين يصفون أنفسهم بـ المعارضين للنظام السوري، فخرج في مقابلة مع قناة رووداو وهو يُلمّع صورته من خلال قوله أنه لم يكن هناك أي حالة هجرة للخارج للكرد أثناء حكم النظام السوري -أي قبل عام 2011- …!، فمن الطبيعي أن لا يكون هناك حالة هجرة للخارج بشكل كبير عندما لا يكون هناك حرب في بلدٍ ما، ولكن من غير الطبيعي لقيادي يدعي معارضته للنظام ويقوم بتلميع صورته بهذا المقدار الهائل إلا لسببٍ واحد وهو أن هذا القيادي وأمثاله ما زالوا جزء من منظومة البعث الديكتاتوري، ولا يخفى على أحد ظهور عبد الحكيم بشار في صورة التُقطت له وهو بجانب ضباط النظام السوري في العام 2011 وتحديداً بعد بدأ الأزمة السورية بنحو أسبوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى