«شبكة دار نيوز الإعلامية – روان عبدو»
قالت مصادر مُطّلعة أن نائب رئيس ما يسمى الائتلاف الوطني السوري التابع للاحتلال التركي، والقيادي في المجلس الوطني الكردي «عبد الحكيم بشار» كشف في اجتماع مع أعضاء اللجنة المركزية ENKS أنه في حال أقدم الوطني الكردي على معارضة تركيا، فأن الأخيرة ستتخذ جملةً من الخطوات ضدها وعلى رأسها «إخراجهم من صفوف الائتلاف السوري «المعارض» ومن المشروع السياسي للمعارضة».
وأشارت المصادر أن عبد الحكيم بشار تطرّق أيضاً إلى أن الخطوة الثانية التي ستتخذها تركيا بحقهم ألا وهي «منعهم من مزاولة عملهم في مدينتي عفرين وسري كانية/ رأس العين، ونتيجةً لذلك سيبقى المجلس الوطني الكردي بدون أي عمل أو دور».
تشكّل ما يُسمّى «المجلس الوطني الكردي» في مدينة هولير بإقليم كردستان، برعاية من قبل مسعود بارزاني والاستخبارات التركية، وذلك بعد أشهرٍ قليلة من بدء الاحتجاجات في سوريا، وكان الهدف من وراء تشكيل المجلس خلق كيانٍ موازي لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسعى لضمان حقوق الكُرد في سوريا ومن ثم السيطرة على «القرار الكردي» وجعلها أسيرةً بيدها تُحرّكها كيفما تشاء.
ودخل المجلس الوطني الكردي تحت عباءة المجلس الوطني السوري برعايةٍ مباشرة من الاستخبارات التركية الذي اتّخذ من اسطنبول مقراً له وبدأ بمحاربة حزب الاتحاد الديمقراطي ولاحقاً الإدارة الذاتية، ولم تتوقّف تركيا والكيانات السياسية والعسكرية التابعة لما تسمى المُعارضة السورية عن استخدام استراتيجية «الكردي الجيّد» في تعاطيها مع الشأن الكردي، في محاولة منهم إنتاج ذات كُردية دون وجود مشروع سياسي، خافتة الصوت حتماً، ولا مطالب لهم، مهمتها الوحيدة إطاعة الأوامر التركية لتحقيق مصالحها في سوريا مقابل رواتب شهرية تُدفع لهم بالدولار الأمريكي والإقامة في فنادق فخمة.
وبالفعل؛ وطيلة أكثر من عقد من بدء الاحتجاجات في سوريا كان المجلس الوطني الكردي يحارب على جميع الأصعدة الكيان السياسي الوحيد (الإدارة الذاتية) المدافع عن حقوق الكرد وباقي المكوّنات السوريّة تحت مشروع «أخوّة الشعوب»، ولم يتوقف الأمر هنا، بل شاركت عسكرياً إلى جانب المرتزقة وجيش الاحتلال التركي عبر كتائبها سواءً في مدينة سري كانية/ رأس العين عام 2012، ومن ثم في احتلال عفرين 2018، ومدينتي سري كانية وكري سبي/ تل أبيض 2019.
رغم تورّط المجلس الوطني الكردي حتى النخاع في عمالته لتركيا، بادر الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لـ قوات سوريا الديمقراطية برعاية حوار «كردي – كردي» بين أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي في نيسان/ أبريل 2020، في محاولةٍ منه إخراج المجلس من حالة العمالة ووضعه على الطريق الصحيح أملاً منه في أن ينسحب الأخير من صفوف الائتلاف ويُعيد تصحيح مساره قبل فوات الأوان، لكنّ الحوار توقّف بعد أشهر قليلة من العام نفسه بسبب إصرار الوطني الكردي التبعية العمياء للعمالة لصالح تركيا ضدَّ أي عمل يخدم مصالح القضية الكردية في سوريا.
وتأكيداً على ذلك، فقد أوردت قناة رووداو المملوكة لعائلة بارزاني والتي تبث برامجها من هولير، خبراً في بداية العام 2021، مفاده أن وزير الخارجية التركي آنذاك مولود جاووش أوغلو صرّح بشكل علني بأنه سيقف ضد أي مفاوضات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي، وأن الأخير -أي المجلس- تعهّد لتركيا في شهر شباط من العام نفسه أنها لن تتفق مع أحزاب الوحدة الوطنية.
تصريح مولود جاووش أوغلو كشف الستار عن التصريحات الوهمية لمسؤولي المجلس الوطني، الذين كانوا يصرحون بأن أحزاب الوحدة الوطنية وبالأخص حزب الاتحاد الديمقراطي يعيق الحوار الكردي – الكردي، وإلى اليوم يعمل المجلس سواءً داخل إقليم شمال وشرق سوريا أو خارجه بشكل دؤوب في التشهير بأحزاب الوحدة الوطنية على أنها هي من تعرقل الحوار الكردي الكردي، لكن جميع الدلائل والمؤشرات تؤكد الوطني الكردي لا يريد الخروج من تحت عباءة تركيا وتقويض أي دعوة أو حوار كردي جامع بادر إليه الجنرال مظلوم عبدي يمكن أن تشفع لها لدى الشارع الكردي الذي تعرض للأذية.