طالبت وزارة المالية العراقية بحل وطرد «بيشمركة روج» من الإقليم لأنَّ وجودها «غير دستوري»، كونها غير تابعة لوزارة البيشمركة أو وزارة الدفاع العراقية
«شبكة دار نيوز الإعلامية – شيرين حسن»
منذ سنوات تتعالى الأصوات السياسية داخل إقليم كردستان والعراق أيضاً حول الوجود «الغير شرعي» لمرتزقة «بيشمركة روج» في الإقليم، سواءً كان من جهة تأسيسها، أو من جهة المهمات الموكلة إليها من سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني، ووصل الأمر إلى نشوء خلافات إلى أروقة برلمان إقليم كردستان، حيث يقول عضو البرلمان لقمان وردي في هذا السياق: «إن قوات “ بيشمركة روج” هي قوات غير شرعية على أراضي إقليم كردستان، ويستخدمها الحزب الديمقراطي الكردستاني لأجنداته الخاصة».
وفي هذا السياق؛ برزت القضية مجدداً على الساحة خاصةً مع امتناع وزارة المالية العراقية إرسال رواتب القوات الأمنية في إقليم كردستان منذ شهر نيسان الفائت باستثناء الجانب المدني في كافة الدوائر والوزارات بما فيها الداخلية، إضافةً إلى الألوية الموحّدة التي حصلت على رواتبها لأن الأموال تدفعها الولايات المتحدة الأمريكية، بينما لم يحصل الجانب العسكري «قوات زيرفاني – بيشمركة روج» التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني على رواتبهم.
وبحسب بعض المصادر، إضافة إلى مسألة عدم إرسال بغداد رواتب القوات الأمنية واكتفاءها بقبول الأحرف الأولى من أسمائهم الشهر الماضي، فقد طالبت وزارة المالية العراقية بحل وطرد «بيشمركة روج» من الإقليم لأنَّ وجودها «غير دستوري»، كونها غير تابعة لوزارة البيشمركة أو وزارة الدفاع العراقية، وبالتالي فإن حصول هذه القوة على الأموال غير شرعي ويتناقض مع القانون العراقي.
وفيما يتعلق بعدم شرعية هذه القوة على أراضي إقليم كردستان، سبق وأن صرّح وزير البشمركة في لقاء صحفي كُشف ولأول مرة أن وزارته ليس لديها علم ولا علاقة لها بـ قوات ”بيشمركة روج، ولم تدرب أي قوات ولا تمتلك أية خطط لذلك».
المتحدث السابق باسم التحالف الدولي في سوريا والعراق مايلز كاغينز، تطرّق أيضاً إلى «أن بيشمركة روج هي ميليشيا غير شرعية وغير نظامية، ولا نتعامل مع جماعات غير معترفة بها رسمياً من قبل الحكومة العراقية، إذ أن المقاتل في هذا التشكيل يحصل على راتب يصل إلى ألف دولار شهرياً».
تأسست ما يسمى قوات “ بيشمركة روج” في 12 أبريل 2012 بقرار من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني نيابة عن هيئة الرقابة، وبعد فشلها في الاستقرار في غرب كردستان، فرت إلى إقليم كردستان واستقر عناصرها في معسكرات في الإقليم، وأشرف على تدريبهم جهاز المخابرات التركي وزودتهم بالأسلحة والذخيرة، وتبناهم ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS.
ويرسل الحزب الديمقراطي الكردستاني هذه القوات إلى مناطق تواجد قوات حزب العمال الكردستاني ويستخدمهم لأجنداته الخاصة، حيث يتحركون برفقة قوات الحرس الحدودي التابع للحزب الذين يتلقون أوامرهم مباشرةً من قبل المخابرات التركية والتي تشن بين الحين والآخر هجمات ضد العمال الكردستاني حيث لعبوا دوراً محورياً في تمهيد الطريق لجيش الاحتلال التركي لشن هجمات احتلالية على مناطق الدفاع المشروع، لا سيما وأن أغلب نقاط مرتزقة روج تقع بمحاذاة مناطق الدفاع المشروع.
إحدى الشركات المشاركة في تنظيم مرتزقة «بيشمركة روج» هي شركة سادات التابعة للرئاسة التركية، ولديها علاقات قوية مع جهاز الاستخبارات التركية (الميت)، أُسِّست هذه الشركة عام 2012 من جنرال تركي يدعى عدنان تانريفيردي، وتهتم كبيرة مستشاري الرئاسة التركية غولنور أيبيت بالعلاقة بين الشركة والميت التركي، وهي مقربة من رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني.
وحسب تقرير لـ Lêkolîn.org، أنشأت شركة سادات أول قاعدة لها عام 2017 في محافظة دهوك، وتنفذ العديد من عملياتها في باشور كردستان بشكل غير مباشر من خلال شركات TİKA و HAKSİADو ORSAM، كما أن هذه الشركة توفر أيضاً العملاء والجواسيس للاستخبارات التركية.
ووفقاً لبعض المعلومات التي أوردها تقرير لوكالة روج نيوز، فإن قوات ما تُسمى “كولان” التابعة لعائلة بارزاني و“بيشمركة روج”، تلقت تدريبات مكثفة على يد مجموعة من الخبراء العسكريين من شركة سادات في محافظة دهوك عام 2018.
كما نظمت هذه الشركة دورات تدريبية عدة لمرتزقة من “بيشمركة روج” في كل من زاب، وخاكورك وكاره، بهدف محاربة حزب العمال الكردستاني.
وقبل أسبوعين، نشرت شبكة «دار نيوز الإعلامية» تقريراً نقلاً عن مصادر مطّلعة أنَّ جيش الاحتلال التركي بدأ بافتتاح دورة جديدة لـ 500 عنصر من مرتزقة «بيشمركة روج» في قاعدة بعشيقة بمحافظة الموصل تمهيداً لاستخدامهم في محاربة حركة حرية كردستان / حزب العمال الكردستاني.
وأضافت المصادر أنَّ افتتاح الدورة جاء بعد الاجتماع الذي عقدته الاستخبارات التركية مع ضباط من البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث حضر الاجتماع «عزيز ويسي» القائد العام لقوات الكوماندوس في الزيرفاني التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وقائد الطابور الثاني في قوات زيرفاني «طاهر صادق» إضافةً إلى قائد قوات مرتزقة بيشمركة روج العميد «دلوفان روباري».
وفي الـ15 نيسان الفائت، أرسل الحزب الديمقراطي الكردستاني أربعة أفواج عسكرية من مرتزقة بيشمركة روج إلى نقاط آفاشين وشيلادزي وجبل گاره.
ووفقاً لما جرى في الاجتماع؛ فقد أعلن جهاز الاستخبارات التركية أنَّ رواتب مرتزقة بيشمركة روج أيضاً سيتم صرفها من قبل تركيا، بعد رفض وزارة المالية العراقية صرف رواتب ما يسمى بيشمركة روج.
ولفتت المصادر أن الاجتماع تمخّض حول تسليم ملف بيشمركة روج بالكامل إلى شركة سادات الأمنية التركية، على أن تقوم بتدريبهم عسكرياً وتمويلهم مادياً، حيث ستصبح هذه التشكيلات بشكل مباشر قوات رديفة إلى جانب حكومة حزب العدالة والتنمية على غرار تشكيل الذئاب الرمادية وشركة سادات الأمنية.
ورغم جميع الانتقادات من قبل السياسيين الكرد في إقليم كردستان ومن داخل البرلمان إضافة إلى الحكومة العراقية والمسؤولين الأمريكيين التي تطال الحزب الديمقراطي الكردستاني ودعمه لمرتزقة بيشمركة روج واعتبارهم أنهم قوات غير شرعية تساهم في زعزعة استقرار الإقليم إلا أن الديمقراطي الكردستاني يواصل دعمه ويعقد الاجتماعات مع الاستخبارات التركية والاتفاق على تدريبهم مجدداً ضاربين عرض الحائط جميع هذه الانتقادات.