«شبكة دار نيوز الإعلامية – آريام صالح»
يواصل جيش الاحتلال التركي الذي مُنيَّ بأكبر هزيمة في تاريخه أمام مقاتلي حزب العمال الكردستاني في مناطق الدفاع المشروع، وخاصةً في زاب وأفاشين ومتينا، الاستعداد لشن عدوان وغزو موسّع ضد مقاتلي حرية كردستان في إقليم كردستان، وذلك عبر التنسيق العسكري والاستخباراتي واللوجستي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي، إضافةً لنقل مرتزقة الجيش الوطني السوري من مناطق عفرين وسري كانية/ رأس العين وادلب إلى الإقليم.
ولكن الأخطر من ذلك، وبحسب المعلومات التي تمكّنت شبكة دار نيوز الإعلامية من تثبيتها، فقد قام الاحتلال التركي بنقل مجموعات كبيرة متطرفة أجنبية من تنظيمات «داعش، الإيغور، الحزب الإسلامي التركستاني، حراس الدين» المتواجدين في مدينة إدلب شمال غربي سوريا (المنطقة التي تحتلها تركيا) إلى إقليم كردستان للقتال ضد حزب العمال الكردستاني.
عملية نقل هذه المجموعات المتطرفة الأجنبية، سبقها إرسال دفعة مؤلفة من 45 جهادياً بتاريخ الـ12 مارس / آذار الفائت الذين دخلوا من معبر إبراهيم الخليل عبر حافلة من نوع بولمان حيث تمركزوا أولاً في نقطة لمرتزقة بيشمركة روج على سد الموصل مقابل قضاء تلعفر، ومن ثم تم نقلهم إلى منطقة شيلادزه بمحافظة دهوك في إقليم كردستان.
وتأتي عملية الاستعداد لشن حرب كبرى ضد مقاتلي حرية كردستان ونقل المتطرفين الأجانب من التنظيمات الإرهابية المذكورة، بعد اللقاء الذي جمع رئيس دولة الاحتلال التركي، رجب طيب اردوغان مع مسعود بارزاني ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس الوزراء مسرور بارزاني في الـ22 أبريل / نيسان الفائت.
في سياق متصل؛ ازداد التحركات العسكرية لمرتزقة الاحتلال التركي، وتحديداً نشاطات الجيش التركي بشكل كبير على طول الخط الحدودي وجبهتي روج آفا وإقليم كردستان استعداداً لشن عملية غزو جديدة.
ولهذا كلّفت الاستخبارات التركية مسؤول غرفة عمليات احتلال عفرين القيادي برتبة نقيب المدعو «مصطفى» بتجهيز 300 مرتزق لتوزيعهم على خط جبهة منطقة سري كانية / رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، وفي الوقت نفسه العمل على توزيع عناصر من مرتزقة الفيلق الثاني التابع لما يسمى الجيش الوطني السوري على حدود مدينة الدرباسية.
يشار أنَّ تركيا كانت قد جهزت بتاريخ 9 نيسان / أبريل الفائت أكثر من 1300 مرتزق سوري من فصائل «لواء محمد الفاتح، سليمان شاه، لواء المنتصر، الحمزات، لواء سمرقند» وبدأت بنقلهم من مدينة عفرين وسري كانية إلى إقليم كردستان.
وفي تاريخ الـ13 نيسان / أبريل 2024 اجتمع مسؤولون من جهاز الاستخبارات التركية، مع قيادات من مرتزقة فصائل العمشات والحمزات في ناحية شيه وجندريسه بعفرين وكذلك مع الفرقة (21 -24) التابعة لمرتزقة السلطان مراد في ثكنة قرية باصوفان، حيث تم التأكيد على إعداد قوائم بأسماء المرتزقة الذين سيشاركون في القتال وذلك مقابل ألفي دولار أمريكي لكل عنصر.
وفي سياق متصل ومرتبط عما يجري على الساحة العسكرية، فإن الاستخبارات التركية وعن طريق عملائها من الأحزاب التي تعمل وفق أجنداتها ومصالحها (أحزاب المجلس الوطني الكردي) بدأت العمل على سياسة الحرب الناعمة تجاه الكرد في كل من مدينة عفرين التي تحتلها وكذلك شمال كردستان وإقليم كردستان، والتي تمثلت في زيارة أردوغان إلى الإقليم ولقائه عائلة بارزاني، وكذلك زيارة وفد من المجلس الوطني الكردي برئاسة عبد الحكيم بشار إلى عفرين وعقده لقاءات من عدد من مؤيديه وافتتاح مكتب جديد للوطني الكردي في مدينة رها / أورفا في شمال كردستان، حيث يهدف الاستخبارات التركية من وراء هذه التحركات (الحرب الناعمة) فصل حركة حرية كردستان عن الشعب الكردي، وبعبارة أدق تريد إعطاء صورة أن تركيا ليست ضد الشعب الكردي وأن معركتها الوحيدة هي ضد حزب العمال الكردستاني، إلا أن هذه السياسة التي تريد تركيا مرةً أخرى اتباعها باتت معروفة لعموم الشعب الكردي بأن تركيا لا تفرّق بين الكُرد وجميعهم مستهدفون من قبلها باستثناء من تُطلق عليهم تركيا وتصفهم لـ «الكرد الجيدين» وهؤلاء هم المجلس الوطني الكردي والحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي.