«شبكة دار نيوز الإعلامية – آريام صالح»
ظهرت في الآونة الأخيرة خلافات حادة بين أعضاء وأحزاب المجلس الوطني الكردي حول العديد من القضايا، أحدها مسألة الحصول على ترخيص الأحزاب السياسية من لجنة شؤون الأحزاب في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وقد أدى هذا الموضوع إلى حصول نقاشات تطورت إلى خلافات كبيرة وحادة بعد أن أعلن حزب «يكيتي الكردستاني» استعداده لأخذ الرخصة لجملة من الأسباب.
وكانت لجنة شؤون الأحزاب السياسية في الإدارة الذاتية الديمقراطية قد أصدرت في الـ7 من مارس / آذار الجاري القرار رقم /1/ لعام 2024، والتي أمهلت فيه الأحزاب والقوى السياسية غير المرخصة والتي تزاول عملها ونشاطها السياسي، مراجعة مكاتبهم المعنية وتقديم طلب ترخيص لديها وذلك ابتداءً من تاريخ 7/3/2024، ولغاية 1/4/2024، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق الأحزاب والقوى المخالفة.
وحول استعداد حزب «يكيتي الكردستاني» المنضوية تحت سقف المجلس الوطني الكردي بأخذ ترخيص لمزاولة نشاطها السياسي بشكل قانوني، علمت «شبكة دار نيوز الإعلامية» من مصادر مقرّبة من «يكيتي الكردستاني» أنَّ الحزب قرّر ذلك بعد تيقّنه التام أنَّ الإدارة الذاتية أصبح واقعاً حقيقياً ومشروعاً مُعترفاً به من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والكثير من الدول الأوربية.
وأضافت المصادر أن قيادات حزب «يكيتي الكردستاني» قالت إن لم نعترف بالإدارة الذاتية فإننا سنكون من أكثر الأطراف الخاسرة خاصةً وأن أميركا ودول أوربية عديدة تعترف بها ولديهم ممثليات في دولها وعلاقة قوية ومتينة مع تلك الدول فلماذا لا نعترف نحن أيضاً بهم.
الجدير ذكره؛ أن الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا افتتحت عدد من الممثليات في كل من «إقليم كردستان، روسيا، الدول الاسكندنافية ومقرها العاصمة السويدية ستوكهولم، وممثلية في دول اتحاد البينلوكس في بروكسل، وممثلية في العاصمة الفرنسية باريس، وممثلي في العاصمة الألمانية برلين وممثلية في سويسرا، وممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن».
وتعتبر افتتاح هذه الممثليات التي تتم بالتنسيق بين دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية ووزارات الخارجية في تلك البلدان، اعترافاً صريحاً بالإدارة الذاتية مما يتيح لها التنسيق مع الدول ضمن عمل دبلوماسي رسمي وتلعب بذلك دورها السياسي كحال الممثليات الأخرى إضافةً لدورها الدبلوماسي كأي قنصلية.
الـPYD يدعو الـENKS للمشاركة في الانتخابات
على ضوء انتخابات البلديات المزمع إجرؤها في أبريل / نيسان المقبل ضمن مناطق الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، وجّهت عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، فوزة يوسف، أحزاب المجلس الوطني الكردي للمشاركة في الانتخابات.
ويُعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي أكبر أحزاب الإدارة الذاتية وبالتالي فإن دعوتها لأحزاب المجلس الوطني الكردي دليلٌ واضح أن الإدارة الذاتية تنتهج الخط الديمقراطي وتفتح مجدداً أبوابها للمجلس للمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية رغم أن الأخيرة ترفض خروجها من ما يسمى الائتلاف والخروج من تحت عباءة الاحتلال التركي إلا أنها لا زالت تتأمل خيراً في أن يُعلن المجلس انفكاكه عن محتل يقتل الكرد والعرب ويحتل أراضيهم.
دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي للمجلس الوطني الكردي للمشاركة في الانتخابات ليست الأولى، بل سبقتها دعوات أخرى لكنها كانت تقابل بالرفض نتيجةً للضغوط التركية، ولعلَّ المفاوضات التي كانت تجرى بين أحزاب الوحدة الوطنية ممثلةً بحزب الاتحاد الديمقراطي من جهة وأحزاب المجلس الوطني الكردي من جهةٍ أخرى كانت شاهدة أيضاً على تعنت المجلس وانصياعه للأوامر التركية وعدم الانفكاك عنها، حيث كان يتحجج دائماً بمبررات لا أساس لها من الصحة بهدف وضع العراقيل لعدم الانسحاب من الائتلاف.
وأثناء قيام أحزاب الوحدة الوطنية بكل قوتها لإنجاح سير المفاوضات مع المجلس الوطني الكردي إلا أن وزير الخارجية التركي حينها المدعو «مولود جاووش أوغلو» صرّح في العام 2021 بشكل علني بأنهك سيقفون ضد أي مفاوضات بين الطرفين، والمجلس الوطني الكردي تعهد بعدم الاتفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي وأحزاب الوحدة الوطنية.
يشار أن مجلس الشعوب الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا، صادق على قانون المفوضية العليا للانتخابات، تمهيدياً لإجراء انتخابات في مناطق الإدارة الذاتية، وهو إجراء تمهيدي لانتخاب البلديات المتوقع إجراؤها في نيسان/ أبريل القادم.