منذ أن بدأت تركيا في أيار العام الفائت بتطبيع العلاقات مع النظام السوري، بدأت الأصوات ترتفع ضمن الفصائل المرتزقة الموالية للاحتلال التركي في الشمال السوري وخصوصاً من العرب السنة، التي ترفض هذا التطبيع وترى نهاية طريق التطبيع بأنه سيكون على حساب حياتهم.
وعلى إثر رفض بعض قيادات الفصائل التوجيهات التركية الداعية إلى إجراء التسوية مع النظام السوري، فرّ عدد من قيادات وعناصر الفصائل إلى أوربا عبر الأراضي التركية فيما التحق البعض ضمن صفوف تنظيم هيئة تحرير الشام التي تشترك معها في رفض أي تسوية مع النظام السوري.
فيما تمكنت الاستخبارات التركية باعتقال عدد من قيادات الفصائل الذين كانوا يحاولون الهروب إلى الدول الأوربية عبر تركيا ممن رفضوا الأوامر التركية بإجراء التسوية مع النظام السوري.
ونظراً للأصوات الكثيرة ضمن صفوف الفصائل وخاصةً من العرب السنة الذين يرفضون التسوية، قالت مصادر خاصة لشبكة «دار نيوز» الإعلامية أن الاستخبارات التركية بدأت مؤخراً بالاعتماد على عدد من العملاء الذين يتبعون لهم مباشرةً في المناطق التي تحتلها في سوريا، بهدف تقديم المعلومات عن جميع الفصائل وقياداتها بشكل مباشر.
وأضافت المصادر أن الاستخبارات التركية طلبت في الآونة الأخيرة تجهيز مجموعة خاصة من الذين يتبعون لهم مباشرة بفتح مقرات تدريبية سواءً في داخل المناطق المحتلة أو في تركيا لتدريب المزيد من العملاء.
وأشارت المصادر أن الاستخبارات التركية طلبت من عائلة «أبو البراءة وأبو الحمزة»، وهما قياديان في صفوف الفصائل المرتزقة، الذين يقيمون في مدينة سري كانيه / رأس العين بالتجهيز ل لاصطحابهم إلى مخيم التدريب في مدينة أورفا لتلقّي التدريب.
المصادر أكدت أن مهمة العملاء في المنطقة تتمثل في عدة نقاط أبرزها؛ مراقبة قادات الفصائل بشكل عام وخاصة بعد هروب عدد منهم إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، فيما التحق البعض منهم ضمن صفوف هيئة تحرير الشام، وجمع كامل المعلومات على هؤلاء القيادات وتقديمها للمخابرات التركية.
بالإضافة إلى ذلك مراقبة خطوط الجبهات بشكل عام وخاصة في مدينة سري كانيه، وإعطاء تقرير فوري عن العناصر الذين لا يلتزمون بأوامر قياداتهم، حيث وصلت هذه التعليمات إلى قيادة المجلس العسكري للفصائل.
الجدير ذكره أن هذه التوجيهات صدرت بعد رفض بعض القيادات في الفصائل المرتزقة بالتسوية مع النظام السوري واعتقال عدد منهم كانوا يحاولون الهروب من تركيا إلى أوروبا.